سورة المعارج - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المعارج)


        


{يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}
{يُبَصَّرُونَهُمْ} يقال: بصر الرجل بالرجل إذا رآه، وبصَّرته إياه بالتشديد إذا أريته إياه، والضميران يعودان على الحميمين لأنهما في معنى الجمع، والمعنى أن كل حميم يبصر حميمه يوم القيامة فيراه ولكنه لا يسأله {وَصَاحِبَتِهِ} يعني امرأته {وَفَصِيلَتِهِ} يعني القرابة الأقربين {تُؤْوِيهِ} أي تضمه، فيحتمل أن يريد تضمه في الانتماء إليها أو في نصرته وحفظه من المضرات {ثُمَّ يُنجِيهِ} الفاعل الافتداء الذي يقتضيه لو يفتدي، وهذا الفعل معطوف على {لَوْ يَفْتَدِي} وإنما عطفه بثم إشعاراً ببعد النجاة وامتناعها، ولذلك زجره عن ذلك بقوله: {كَلاَّ إِنَّهَا لظى} الضمير للنار لأن العذاب يدل عليها، ويحتمل أن يكون ضمير القصة وفسره بالخبر ولظي علم لجهنم مشتق من اللظى بمعنى اللهب {نَزَّاعَةً للشوى} الشوى أطراف الجسد، وقيل: جلد الرأس، فالمعنى أن النار تنزعها ثم تعود، ونزاعة بالرفع بدل من لظى، أو خبر ابتداء مضمر، أوخبر لإنها إن جعلنا لظى منصوباً على التخصيص، أو بدل من الضمير، أو خبر ثاني لإنها إن جعلنا لظى خبر لها، ونزاعةً بالنصب حال {تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وتولى} يعني الكفار الذين تولوا عن الإسلام، ودعاؤها لهم عبارة عن أخذها لهم، وقال ابن عباس: تدعوهم حقيقة بأسمائهم وأسماء آبائهم، وقيل: معناه تهلك، حكاه الخليل عن العرب {وَجَمَعَ فأوعى} يقال: أوعيت المال وغيره إذا جمعته في وعاء، فالمعنى جمع المال وجعله في وعاء، وهذه إشارة إلى قوم من إغنياء الكفار جمعوا المال من غير حله ومنعوه من حقه.


{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24)}
{إِنَّ الإنسان خُلِقَ هَلُوعاً} الإنسان هنا اسم جنس بدليل الاستثناء منه، سئل أحمد بن يحيى مؤلف الفصيح، عن الهلوع فقال: قد فسره الله فلا تفسيراً أَبْيَنَ من تفسيره وهو قوله: {إِذَا مَسَّهُ الشر جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الخير مَنُوعاً} وذكره الله على وجه الذم لهذه الخلائق، ولذلك استثنى منه المصلين، لأن صلاتهم تحملهم على قلة الاكتراث بالدنيا، فلا يجزعون من شرها ولا يبخلون بخيرها {الذين هُمْ على صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ} الدوام عليها هو المواظبة بطول العمر، والمحافظة عليها المذكورة بعد ذلك هي أداؤها في أوقاتها وتوفية الطهارة لها {حَقٌّ مَّعْلُومٌ} قد ذكرنا في [الذاريات: 19] معنى حق والسائل والمحروم، ووصفه هنا بالملعوم؛ إن أراد الزكاة فهي معلومة المقدار شرعاً، وإن أراد غيرها فمعنى المعلوم؛ أن العبد يجعل على نفسه وظيفة معلومة عنده.


{إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)}
{غَيْرُ مَأْمُونٍ} أي لا يكون أحد آمناً منه فإن الأمن من عذا الله حرام، فلا ينبغي للعبد أن يزيل عنه الخوف حتى يدخل الجنة.

1 | 2 | 3